الشهيد محمد الفقيه....أحب الحياه وانحاز للشهادة
لم تتفاجأ عائلة محمد الفقيه من قيامه بعمليته البطولية التي قام بها باستهداف أحد المستوطنين وقتلهم، رغم الحياه المستقرة والطبيعية التي كان يحيياها محمد، فقد كانت الشهادة أمنيه يتمناها من صغره.
يقول شقيقه حسين إن محمد عاش حياة طبيعية درس ودخل الجامعة وتخرج وعمل وتزوج وأسس بيت وكان ينتظر أبنه البكر، حتى أنه كان يسعى للسفر للعمل في السعودية قبل شهرين فقط، وكل من كان يتحدث معه كان يلاحظ مقدار طموحه بالأفضل في حياته العملية والمهنية.
وتابع حسين:" إنسان كمحمد تربى في بيئة وطنة ودينية لا نستغرب أن يكون هذا خياره وشهادته وسام على صدورنا جميعا، فقد عاش إنسانا استثنائيا وأستشهد كذلك".
وعن محمد يقول حسين:" قبل عام تزوج محمد من فتاه من مدينة قلقيلية بعد أن أستقر به العمل في قسم التسويق في شركة الوطنية موبايل في الخليل، وقام باستئجار منزلا خارج بلدته دورا وسكن في مدينة الخليل، بالقرب من عمله، وكان إنسانا مميزا في عمله كما كان في حياته".
محمد تريبه الثالث من بين أشقائه، وكما يقول شقيقه هادئ جدا دائم الابتسام، ولكنه في الوقت ذاته حاد بقناعاته وشخصيته قوية، مرحا مع محيطه ومميز في شخصيته وصاحب كاريزما عالية، وكان حافظ لكتاب الله دائم الصلاة في المسجد.
وتابع:" محمد إنسان بشوش جدا من يتكلم معه لا يحتاج للكثير لتصل صوره إيجابية عنه وبأنه محب للحياة وطموح ولديه من الخطط المستقبلية الكثير".
وكان محمد قد أنهى دراسته الثانوية العامة في مدينته دورا وتوجه للدراسة في جامعة النجاح في نابلس، وبعد اعتقاله في العام 2006 لخمس سنوات متواصلة، خرج من السجن وألتحق بجامعة البوليتكنيك في الخليل، ثم أنتقل للدراسة في جامعة القدس المفتوحة إدارة أعمال ومحاسبة.
وبعد تخرجه عمل محاسبا في متحف محمود درويش في مدينة رام الله ومدرسة الفريندز كمحاسب، ومن ثم أنتقل للعمل في الخليل في مجال الإتصالات، وأستقر به الحال في قسم التسويق في شركة الوطنية في الخليل.
وعن حياه محمد , قال حسين إنه كان يعيش حياه عادية، لا يعاني من إيه مشاكل، فهو ومستقر ماديا ومعنويا بشكل كبير، ولم يكن يبدو عليه أيه اهتمام آخر، فقد كان له طموحاته الكبيرة بإكمال تعليمه في الخارج وكان يسعى للحصول على قبول من جامعات في الخارج للسفر وتحديدا في دولا أوروبية.
وعن نقطة التحول لديه يقول حسين:" محمد إنسان متدين منذ صغره ولا يمكن أن نعتبر ما جرى تحولا فالوازع الديني والوطني مزروع في نفسه منذ الصغر، ولكن لا أحد يعلم طبيعة النفس البشرية، كيف تتغير من ثانية إلى أخرى، وما هو السبب الحقيقي لهذا التغير، وهو ما حصل مع محمد عندما أنحاز لهذا الخيار وترك الدنيا وراء ظهره ومضى مجاهدا".
وتحدث حسين عن معاناه العائلة خلال فترة مطاردة محمد وقال إن منازل العائلة تعرضت لمداهمات متتالية بعد يومين من تنفيذ محمد لعمليته وكانت الأعنف من ناحية جسدية ولفظية وتم خلالها اعتقال الشقيق الأصغر لمحمد صهيب، والبالغ من العمر 21 عاما وزوج أخته إبراهيم أبو شرار، وعمه وأبن عمه وأبن عمته وشقيقته الكبرى تغريد وأبنها معاذ.
ومنذ ذلك اليوم والعائلة من نساء وأقارب لمداهمات واعتقالات وتهديدات واستدعاءات حتى إنهم داهموا منزل عائلة زوجته في قلقيلة وقاموا بتخريبه وتخريب مزارع العائلة، وتهديدها بقتل جنينها.
ورغم ألم الفراق إلا أن العائلة التي قدمت قبل محمد الأسرى والشهداء، تقبلت بصبر كبير استشهاد محمد، فقد كان استشهاده مفخرة له وللعائلة كلها.
لا تعليقات في " الشهيد محمد الفقيه....أحب الحياه وانحاز للشهادة "