عرابة: البلدية تلاحق مدرسي الجنوب
أعرب عدد من المعلمات والمعلمين في مدينة عرابة البطوف العاملين بمنطقة النقب، جنوب البلاد، عن امتعاضهم من فرض البلدية في عرابة ضرائب الأرنونا على منازلهم ومطالبتهم بدفع مبالغ طائلة مقابل ذلك رغم عدم سكنهم فيها، في حين أنهم يتواجدون بسبب ظروف عملهم بالتدريس في النقب.
وتظاهر عدد من المعلمات والمعلمين، أول أمس السبت، أمام بلدية عرابة، احتجاجا على إلزامهم دفع ضرائب الأرنونا وإلغاء التخفيض الذي منح سابقا بنسبة 50%.
تذمر وسخط
جرى طرح موضوع التخفيض الضريبي للمعلمين والعاملين في الوظائف المختلفة من مواطني عرابة، الساكنين في منطقة الجنوب، عدة مرات منذ مطلع العام الجاري بعد إلغاء هذا التخفيض لسنة 2016 على خلاف السنوات السابقة.
وأبدى الكثيرون تذمرهم وسخطهم من هذا القرار، لكن لم يتخذ أحد خطوة عملية للاحتجاج أو محاولة عقد لقاء مع إدارة البلدية لبحث الموضوع بشكل جدي، حيث يعتبر هذا اللقاء هو الأول من نوعه لإيجاد حل لهذه المعاناة التي تتعرض لها هذه الشريحة.
ويضطر الكثيرون من أبناء عرابة، بسبب عدم توفر أماكن وفرص عمل في منطقة الشمال، إلى الانتقال لمنطقة الجنوب وبالتالي استئجار شقق سكنية هناك ودفع ضريبة الأرنونا كاملة، وبدورها منحت بلدية عرابة تخفيضات للمعلمين على ضريبة الأرنونا بنسبة 50% شرط إحضار مستندات تؤكد ذلك مثل عقد البيت وقسيمة الراتب وإيصال دفع الأرنونا من بلدية بئر السبع.
وتم عقد جلسة بين الموظفين وإدارة البلدية بحضور رئيس البلدية علي عاصلة، ونائبه أحمد عثمان، وعضوي البلدية بدران بدارنة ود. أحمد نصار.
وطرح المشاركون خلال الجلسة معاناة الموظفين في عملهم بجنوب البلاد خاصة وأن شركة الجباية تنفذ في الآونة الأخيرة حجوزات على حسابات المعلمين في البنوك، مطالبين بإيجاد حلول منصفة للجميع.
صلاحيات
وقال مدير قسم المعارف في البلدية، جبر نصار، إنه توجه بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المعلمون إلى محاسب البلدية لطرح الموضوع إلا أن المحاسب أكد له أن البلدية لا تملك صلاحيات في هذا الأمر، وأنه بوسع المعلمين تقديم طلب لوزارة الداخلية ونحن ندعم هذا المطلب.
وأكد نصار أن 'مطالب المعلمين هي مطالب حق، إنهم يسكنون في منطقة النقب بسبب ظروف عملهم ويتلقون الخدمات هناك بما فيها السكن ويسددون الضرائب، بينما يدفعون في عرابة أيضا ضرائب مقابل منازلهم التي لا يبيتون فيها'.
معاناة لا توصف
واستعرضت المربية لورا نصار معاناة المعلمين من منطقة الشمال في النقب.
وقالت إن 'معاناة المعلمين لا توصف، فأنا على سبيل المثال وأخي نوح وزوجته واختي ديما والمئات الآخرين نعاني من هذا الإجحاف بحقنا، نعاني الغربة ومشاق العمل في النقب والمصاريف الباهظة. لا يعقل أن ندفع ضرائب الأرنونا على المسكن مرتين، الأولى لبلدية بئر السبع بسبب كوننا مواطني المدينة وحتى نتمكن من تسجيل أطفالنا بالحضانات، والأخرى لبلدية عرابة دون نحصل على أي خدمات'.
وحول دور البلدية، رأت أن 'كل توجه يقابله تفهم شكلي لمشاكلنا دون أي فعل من إدارة البلدية، والادعاء بأن الأمر خارج عن إرادة وصلاحيات البلدية غير دقيق ولا أساس له من الصحة. في القرى والمدن المجاورة يحظى المعلمون بتخفيضات وإعفاءات بنسبة عالية، يجب أن تسري هذه الأنظمة والمعايير على الجميع. نحن لا نتهرب من واجبنا كمواطنين، لكن لا يعقل أن ندفع ضرائب بنسبة 150%، ونحن لا نستطيع العيش والاستمرار بهذه الظروف لأنهم يدفعون بنا نحو المعاناة والفقر، وهذا إجحاف مزدوج ينعكس علينا وعلى أدائنا كمعلمين ومربين، وعلى أسرنا كذلك. للأسف لا نرى بالأفق بشائر لنقلنا إلى مدارس في منطقة الشمال لأسباب باتت معروفة للجميع'.
غربة
وقال المربي فرج كناعنة ، إن 'الوقفة الاحتجاجية التي نظمناها جاءت في مسعى للتخلص من هذا الظلم. نطالب بحقنا في الحصول على التخفيض بضريبة الأرنونا المفروضة على منازلنا، كما كان سابقا، والذي أقر تحت إطار التخفيض الضريبي وكان قرارا قانونيا، ولو لم يكن كذلك لطالبت الداخلية كل من تم إعفائهم بدفع المستحقات كاملة عن السنوات السابقة'. وأضاف: 'نطالب البلدية بحل هذه المشكلة عبر إقرار التخفيض بقرار داخلي في جلسة بلدية عاجلة وإنهاء الإشكال، يكفينا ما نعانيه من مشقّات الغربة عن الأهل والبلدة والعيش خارجها من أجل كسب لقمة العيش الكريم'.
متابعة
وبدوره، أكد نائب رئيس البلدية، الحاج أحمد كناعنه، أنه يتابع الموضوع شخصيا مع قسم الجباية في البلدية بما في ذلك إلغاء الحجوزات المفروضة على المعلمين.
وأكد رئيس البلدية، علي عاصلة، على أنه يتابع الموضوع شخصيا مع الوزارات المعنية.
وقال إن 'بلدية عرابة تسعى لتعيين جلسة مهنية خاصة في محاولة لإيجاد حل يرضي أبناء عرابة العاملين في منطقة الجنوب، وإن البلدية غير مخولة بذلك، لأنه مناقض للقانون، لكن أؤكد أننا سنعمل كل ما بوسعنا لإيجاد الحلول المناسبة'.
لا تعليقات في " عرابة: البلدية تلاحق مدرسي الجنوب "