ما وراء تصعيد ليبرمان ضد أبو مازن وحماس ؟
أجمع محللون سياسيون على أن تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ربطه بإعمار قطاع غزة مقابل نزع سلاح المقاومة هو جزء من الضغط والحقد الذي يكنه ليبرمان للفلسطينيين من جهة، إضافة إلى أنها تأتي في سياق السياسية الإسرائيلية التي تريد التنصل من التوصل لحل سياسي مع السلطة وتحويل مشروع السلطة لبلدية كبرى، والضغط على القطاع.
يشار إلى أن ليبرمان، صعد مؤخراً في تصريحاته ضد الرئيس محمود عباس، واعتبر انه يقف عقبة أمام تحقيق السلام في المنطقة، إضافة إلى أنه يريد استخدام وسائل لتجاوزه. وانتقل إلى انتقاد حركة حماس واتهمها بأنها تسلب أموال الغزيين ولا تبني بها بيوتاً لهم، وربط إعادة اعمار القطاع الذي دمرته آلة الحرب الإسرائيلية بنزع سلاح المقاومة في القطاع.
وفي هذا السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله، لـ "فلسطين اليوم"، أن تصريحات ليبرمان العدائية للرئيس أبو مازن من جهة وحركة حماس من جهة أخرى، نابعة من حقد شخصي على أبو مازن لأنه أفشله بمساعيه الدبلوماسية الدولية أثناء توليه وزارة الخارجية، واستطاع انتزاع قرارات دولية لصالح الفلسطينيين مقابل فشل ليبرمان في الترويج لأفكار إسرائيل. ومن جهة أخرى يصعد ضد حركة حماس والمقاومة في قطاع غزة، لأنه لا يرى أنه من حق الفلسطيني أن يرفع وجهه وسلاحه في وجه الإسرائيلي، والمقاومة استطاعت أن تضرب إسرائيل في العمق.
وأشار، إلى أن ليبرمان ردَّ على الصحفيين عندما سألوه عن تصريحات سابقة له حول قدرته على نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة بالقوة، قائلاً:" يمكنكم سؤالي إن لم أفعل ذلك قبل انتهاء مهامي.
يشار، إلى أن إسرائيل حاولت خلال الحرب الأخيرة بالتوصل لاتفاق يقضي بنزع سلاح المقاومة مقابل وقف الحرب إلا أنها فشلت في ذلك، والمقاومة تؤكد على شرعية سلاحها واستحالة الخنوع والقبول لأي جهة كانت بسحب سلاحها مهما كلف ذلك من ثمن.
بينما، أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، لـ "فلسطين اليوم"، أن ليبرمان لا يتحدث باسمه، وإنما باسم الحكومة الإسرائيلية والسياسة الإسرائيلية، موضحاً أن السياسية الإسرائيلية تعمل في تجاهين، الاتجاه الأول، هو الضفة الغربية، إضافة إلى سياسة الاستيطان والتهويد والعزل والحواجز والعقاب الجماعي، فإسرائيل تريد ان تفرض ما يمكن اعتباره بغض النظر عن المسميات "روابط قرى جديدة". أي التعامل مع البلديات كل واحدة على حدة، وتجاهل السلطة والقفز عنها، وبذلك عملياً تكون قفزت عن آليات اتفاق أوسلو. وتحويل مشروع السلطة الى بلدية كبيرة، مؤكداً أن هذه السياسة تذهب في تجاه تعميق الاحتلال في الضفة الغربية.
أما في قطاع غزة فالأمر مختلف، وأن التصريحات الإسرائيلية المستمرة حول هدوء يقابله هدوء هو كذبة كبيرة، لأن المستوطنين في غلاف غزة غير مقتنعين بهذه السياسة، وإسرائيل تهدف إلى تعزيز موضوع التهديد بالقوة، أي الذهاب إلى عدوان جديد.
وأعرب عن اعتقاده أن سياسة ليبرمان هي انعكاس لقراء سياسية بالوضع الإقليمي والفلسطيني مفاده أنها لن تذهب لمفاوضات ولا تريد التوصل لحل سياسي مع الفلسطينيين.
وأكد أن "إسرائيل" لا يمكنها نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة بالمفاوضات، أو ربطه بإعادة اعمار قطاع غزة ولا حتى بهدنة طويلة الأمد أو صفة، مشيراً إلى أن إسرائيل تدرك ذلك جيداً، وأن الطريق الوحيدة أمامها هو العدوان على قطاع غزة بالقوة العسكرية. متوقعاً ان تستدرج إسرائيل المقاومة في غزة إلى عدون قبل نهاية العام الجاري لتحقيق أهدافها.
في ذات السياق، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي عبد الرحمن شهاب، ان تصريحات ليبرمان ضد أبو مازن من جهة والمقاومة في قطاع غزة من جهة أخرى لا تحمل جديداً يذكر، موضحاً أن هذه التصريحات هي قديمة حديثة على صعيد التعامل مع أبو مازن، وهي نفس السياسة القديمة التي تعاملوا فيها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات ويعيدون تكرارها مع أبو مازن.
وأشار، إلى أن نتنياهو كان يتعامل مع أبو مازن على أنه لا يسيطر على قطاع غزة وبالتالي لا يمثل الفلسطينيين، ولأن أبو مازن في خطه السياسي يحرج إسرائيل في الزاوية من خلال تعاطيه مع المطالب الإسرائيلية وإسرائيل لا تريد أن تعطيه شيئاً فهو يسبب لها حرجاً دولياً لذلك تريد تجاوزه، بحيث لا يكون هناك جهة تمثل الفلسطينيين.
أما على صعيد قطاع غزة، فالغاية التي يتم التعامل بها مع أبو مازن هي نفس الغاية التي يتم التعامل بها اسرائيلياً مع قطاع غزة، لافتاً إلى أن مطلب سحب سلاح المقاومة هو مطلب مستحيل، وأن مسألة ربط إعادة اعمار القطاع بسحب السلاح هو يثبت أن ما يتم الحديث عنه عن ميناء ومطار هو مضيعة للوقت.
وأكد شهاب لـ "فلسطين اليوم"، أن الإسرائيلي يريد قطاع غزة كما هو ويتعامل معه بهذه الحالة، وليس له أي استيراتيجية في قطاع غزة أو اهداف أو غايات، وعليه فلا أعتقد أن الإسرائيلي يفكر في حرب مقبلة على القطاع لسحب سلاح المقاومة.
لا تعليقات في " ما وراء تصعيد ليبرمان ضد أبو مازن وحماس ؟ "