مدرسة الخان الأحمر... نموذج للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
من جانبها، عبرت الطالبة نسرين جهالين، عن خشيتها من تنفيذ قرار الهدم، بالقول "يريدون هدم المدرسة لكي يفتحون طرقا للمستوطنات، هدمها يعني هدم تعليمنا، وحتى لو فعلوا سنبقى هنا ندرس تحت الشمس، لن نتركها".
وتأمل الطالبة جهالين في إتمام تعليمها بالمدرسة والانطلاق نحو تعليم أعلى يعيدها إليها مجددا كمعلمة، قائلة "أريد أن أصبح مدرسة كي أعلم أطفال التجمع البدوي".
من جانبه، يقول عيد الجهالين، الناطق باسم تجمع "عرب الجهالين" (قبيلة)، "المدرسة عنوان صمود لتجمعات البدو شرقي القدس، وهدمها يعني هدم مدارس لهم في المناطق الأخرى، وخطوة لترحيل السكان لصالح المستوطنات ولصالح مشروع القدس الكبرى (المسمى مشروع E1)".
ويضيف، "المدرسة تقع في التجمع البدوي على الطريق الواصل بين القدس والبحر الميت، إسرائيل تريد أن تخلي السكان لتنفيذ مشروع استيطاني كبير، لكن لن نرحل وسيبقى أبناؤنا يتعلمون حتى على ركام المدرسة".
وتضم مدرسة "الخان الأحمر" 170 طالبًا وطالبة، وتشتهر بمدرسة "الإطارات" كونها شيدت من إطارات المركبات الفارغة، وتفتقر المدرسة، كما كل التجمعات البدوية في المنطقة للكهرباء، لكن صفوفها مضاءة بواسطة الطاقة الشمسية.
وكانت السلطات الإسرائيلية أخطرت المدرسة المشيدة من الطين والإطارات بالهدم منذ تأسيسها عام 2009، بحجة البناء في منطقة مصنفة "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، حسب اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993.
والمنطقة "ج"، بحسب الاتفاق، تشمل المناطق التي تقع تحت السيطرة الكاملة للحكومة الإسرائيلية، وتشكل 61% من المساحة الكلية للضفة الغربية.
وتقع المدرسة إلى الشرق من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس، إحدى أكبر مستوطنات الضفة الغربية، وعلى أراضي المشروع الاستيطاني الكبير البالغة مساحته 12 كيلومتر مربع، والمعروف باسم "E1"، والذي يهدف إلى ربط المستوطنة بالقدس الغربية.
وبحسب الفلسطينيين، يهدف المشروع إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم (دونم يعادل ألف متر مربع) تمتد من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة عن وسطها.
لا تعليقات في " مدرسة الخان الأحمر... نموذج للصراع الفلسطيني الإسرائيلي "