خبراء: المقاومة تفرض معادلة جديدة عنوانها "عمق بعمق"
في خطوة رآها بعض الخبراء والمختصين، أنها رسالة واضحة من المقاومة الفلسطينية لقادة العدو الصهيوني -الذين لا يسكتون عن التهديد والوعيد لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية- بأنَّ سرايا القدس وفصائل المقاومة على جهوزية تامة لرد على أي اعتداء صهيوني يطال سكان القطاع باستهداف عمقه، موضحين أحاديث منفصلة لـ "الإعلام الحربي" أن غزة بما تكشفه المقاومة من تطورات استراتيجية لن تعد ذلك الكبش الضعيف الذي كلما أراد قادة العدو إرضاء نزعة شعبهم اليهودي الدموية لتحقيق مكاسب سياسية وغيرها، شنوا عدوان جديداً على قطاع غزة مخلفاً آلاف الشهداء والجرحى عدا عن التدمير الهائل الذي يطال كل شيء.
وكانت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قد رفعت الستار عن واحد من أهم الصناعات العسكرية التي وصلت إليها عبر فيديو يجسد حياة الشهيد القائد مازن لولو بعنوان "عاشق البراق"، ، حيث بثت خلال فيلم وثائقي يجسد حياة الشهيد "لولو" بعض من المشاهد لعملية تصنيع عشرات الصواريخ بعيدة المدى والتي تحمل اسم براق 70 وبراق 100، والتي استخدمتها سرايا القدس في معركة "البنيان المرصوص ".
هذا وقد عرضت سرايا القدس صاروخين كبيرين خلال مهرجان رباط الدم برفح جنوب القطاع في شهر يوليو الماضي ولم تفصح السرايا آنذاك عن مداهم وقوتهم التفجيرية.
سرايا القدس للعدو اصمت!!
فمن وجهة نظر المحلل السياسي و المختص في شأن منطقة الشرق العربي "الأوسط"، أ. حسن عبدو ، أن سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ليست المرة الأولى التي تفاجئ فيها الاحتلال بامتلاكها ترسانة صاروخية يمكن أن تطال العمق الصهيوني وتؤلمه في عقر داره، مشيراً إلى أن سرايا القدس قصف تل أبيب في عام 2012 م، وخاضت معركة "بشائر الانتصار" منفردة ضد الاحتلال الصهيوني واستطاعت أن تملي إرادتها عليه في حينها، بعد أن أدرك أنه يواجه قوة عسكرية لا يستهان بها.
وأكد عبدو خلال حديثه لـ "الإعلام الحربي" أن "سرايا القدس أصبحت رقماً مهماً في المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني الذي يحسب لها ألف حساب في أي مواجهة ...".
وتابع قائلا:" عندما تقوم سرايا القدس أو كتائب القسام بالإعلان عبر شريط مصور لبعض من إمكاناتهم العسكرية، بالتأكيد يخفون ما هو أعظم ويدركون جيداً ما يبثون من إمكانات لديهم ..".
وأضاف " السماح بنشر هكذا إمكانات يحمل رسالة واضحة للعدو الذي يظن واهناً أن غزة باتت أرض مستباحة له ليفعل ما يشاء، أنها لن تسمح له بالإخلال بأي من التوازنات التي فرضتها عليه في المعارك السابقة، وأن المعركة القادمة ستكون أكثر قوة وإيلام لعمقه عدا عن مغتصباته القريبة من غلاف غزة"، موضحاً أن المعركة القادمة ستكون خسائر العدو فيها أكبر مما يتصور مقارنة بالحروب السابقة لأن العمق الصهيوني كله سيكون تحت مرمى صواريخ المقاومة.
ويعتقد عبدو أن لجوء سرايا القدس لنشر مثل هكذا فيديوهات، يحمل أيضاً رسالة أخرى أنها لا تسعى للإخلال بحالة التهدئة الحاصلة، ولكنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي اعتداء يطال المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.
انتصار بلا معركة
ووافقه الرأي اللواء يوسف الشرقاوي الذي أكد أن المقاومة من خلال ما شاهده من فيديوهات أقوى من أي وقت مضى، مشدداً على أن المقاومة بكشفها النقاب عن قدرتها الصاروخية وإمكاناتها ضرب العمق الصهيوني تصنع معادلة جديدة أكثر من توازن الرعب الذي فرضته في الحروب السابقة.
وقال الشرقاوي لـ"الإعلام الحربي" :" المقاومة نجحت من خلال ما تبثه من فيديوهات تحقيق انتصارات بدون معارك على الأرض، وهو إنجاز استراتيجي يحسب لها"، لافتاً إلى أن إقدام المقاومة على نشر فيديوهات تبرز قدرتها الصاروخية في الوقت الذي يهدد فيه قادة العدو بشن عدوان جديد وشرس، يثبت أنها غير مردوعة، وأنها جاهزة لرد على أي اعتداء صهيوني بقوة.
وبين الخبير العسكري أن قدرة المقاومة على ضرب العمق الصهيوني سيحمي جبهتها الداخلية وسيخلق حالة أكثر من توازن الرعب، واستطرد في القول :" المقاومة اليوم تقول للكيان في حال أقدمت على استهداف مناطق سكنية لدينا، ستكون أكبر مدنك أكثرها كثافة تحت مرمى صواريخنا "، واصفاً ما يجري بحرب "أعصاب" أكثر من حرب حية.
ويجزم الشرقاوي على أن المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى وهي قادرة على الرد والصمود وإفشال مخططات الاحتلال وإجبار العدو على الرضوخ لشروطها، مشيراً إلى أن ما يجري في المنطقة العربية من انزلاق في تحالفات مع العدو الصهيوني، لن يشكل عائق كبيراً يكبل يد المقاومة كما يظن الكيان، لأن المقاومة تعول دوماً على الشعوب العربية التي لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية وهي أقوى من كل الأنظمة.
لا تعليقات في " خبراء: المقاومة تفرض معادلة جديدة عنوانها "عمق بعمق" "